- الشباب والخنوع:
كثيرا ما يسقط الشباب في خطايا معينة ويستمر سقوطهم فيها ، حتي رغم الجهاد ، وهكذا يدخل في إحساس بصغر النفس أمام الخطيئة ، ويسلك بخنوع تام ، ويأس مرير ، فاقدا روح الرجاء .
ولعل هذا النوع من الشباب ، يحتاج أن نذكره بقول الرسول "أن الله لم يعطنا روح الفشل ، بل روح القوة والمحبة والنصح" (2 تي 1 : 7) ليهتف بعد ذلك قائلا "أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني" ( في 4 : 13 ) ويرنم علي الدوام قائلا "في هذه جميعها ، يعظم إنتصارنا بالذي أحبنا"(رو 8 : 37).
وعليه ان يخاطب الخطيئة قائلا "لا تشمتي بي يا عدوتي لأني إن سقطت أقوم ، وإن جلست في الظلمة ، فالرب نور لي" (مي 7 : 8 ).
ألم يقل لنا نبي الروح يوئيل "ليقل الضعيف بطل أنا" (يوئيل 3 : 10) ولذلك يقول الرسول بولس "حينما أنا ضعيف ،فحينئذ أنا قوي" ( 2كو 12 : 10). ذلك بعد أن صرخ للرب ثلاث مرات ، أن تفارقه شوكة الجسد ( وهي غالبا قروح ذات رائحة صعبة) ، إذ قال الرب له "تكفيك نعمتي ، لأن قوتي في الضعف تكمل" (2كو 9 : 12). لهذا هتف قائلا "فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي (أي الضعف البشري طبعا وليس الخطيئة) ، لكي تحل عليّ قوة المسيح" ( 2كو 12 : 9).
كثيرا ما يحتاج الشباب إلي روح الرجاء ، حتي لا يظل خاضعا للخطيئة ، خاضعا تحت نيرها ، غير واثق من إمكانية النصرة في الرب يسوع.
وهنا ملاحظة أخري هامة ، إذ كثيرا ما يصير الجهاد السلبي للإنتصار علي خطيئة معينة ، غير مصحوب بجهاد إيجابي وهو الشبع الروحي ... وبدون شبع لا ينجح جهاد "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو 15 : 5) ... لهذا يجب إقناع الشباب ، بأن الشبع الروحي هو الطريق السليم إلي النصرة ، بل بالحري إلي الإتحاد بالرب ... فالهدف ليس فقط أن تنتصر علي الخطايا ، بل أن نتحد بالمسيح "والنفس الشبعانة تدوس العسل" (أم 27 : 7).